الخميس، 20 أكتوبر 2011

من مواعظ الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه

من مواعظ الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه
عن كميل بن زياد قال : أخذ علي بن أبي طالب رضى الله عنه بيدي فأخرجني إلى ناحية الجبان فما أصحرنا جلس ثم تنفس ثم قال : يا كميل بن زياد القلوب أوعية فخيرها أوعاها للعلم, إحفظ ما أقول لك, الناس ثلاثة : عالم رباني ومتعلم على سبيل النجاة وهمج رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجأوا إلى ركن وثيق, العلم خير من المال, العلم يحرسك وأنت تحرس المال, العلم يزكو على العمل والمال تنقصه النفقة, العلم حاكم والمال محكوم عليه, وصنيعة المال تزول بزواله, ومحبة العالم دين يدان بها العلم يكسبه الطاعة في حياته وجميل الأحدوثة بعد مماته مات خزان المال وهم أحياء والعلماء باقون ما بقي الدهر أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة, إن ها هنا وأومأ بيده إلى صدره علماً لو أصبت له حملة بلى أصبته لقناً غير مأمون عليه يستعمل آلة الدين للدنيا يستظهر بنعم الله على عباده وبحججه على كتابه, أومعاند لأهل الحق لا بصيرة له في إحيائه ينقدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة لا ذا ولا ذاك, او منهوم باللذات سلس القياد للشهوات, او مغري بجمع الأموال والإدخار ليسا من دعاة الدين في شيئ أقرب شبهاً بهم الأنعام السائمة كذلك يموت العلم بموت حامليه اللهم بلى, لن تخلو الأرض من قائم لله بحجة لكي لا تبطل حجج حتى يؤدها إلى نظرائهم ويزرعوها في قلوب أشباههم, هجم بهم العلم على حقيقة الأمر فاستلانوا ما استوعر المترفون وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة في المحل الأعلى, آه آه شوقاً إلى رؤيتهم وأستغفر الله لي ولك إذا شئت فقم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق