الثلاثاء، 1 نوفمبر 2011

أروع المواقف وأجمل الطرائف (2)

أجمل الطرائف وأروع المواقف (2)


معاوية والأعرابية

خرج معاوية متنزها, فمر بحواء ضخم فقصد قَصْد بيت منه, فإذا بفنائه امرأة برزة, فقال لها: هل من غداء؟
قالت: نعم حاضر.
قال معاوية: وما غداؤك؟
قالت: خبز خمير, وماء نمير, وحيس فطير, ولبن هجير.
فثنى وركه ونزل, فلما تغدَّى قال: هل لك من حاجة؟
فذكرت حاجة أهل الحواء.
قال: هات حاجتك في خاصة نفسك.
قالت: يا أمير المؤمنين إني أكره أن تنزل وادياً فيرف أوله ويقف آخره.

                                      


الإمام علي بن أبي طالب وخصمه

حكي شهاب الدين الأبشيهي في المستطرف: أدعى رجل على الأمام علي بن أبي طالب رضى الله عنه عند عمر بن الخطاب رضى الله عنهما وعليٌّ جالس فالتفت عمر إليه وقال: يا أبا الحسن فاجلس مع خصمك فتناظرا وانصرف الرجل ورجع على إلى مجلسه فتبين لعمر التغيير في وجه علي فقال يا أبا الحسن مالي أراك متغير أكرهت ما كان؟
قال: نعم .
قال: وما ذاك؟
قال:كنيتني بحضرة خصمي هلا قلت ياعلي قم, فاجلس مع خصمك.
فأخذ عمر برأس علي رضى الله عنهما فقبل بين عينيه, ثم قال بأبي أنتم بكم هدانا الله وبكم أخرجنا من الظلمات إلى النور.

المرأة والقاضي كبير السن

حكي شهاب الدين الأبشيهي في المستطرف: أن إمرأة تقدمت إلى قاضي  كبير السن, فقال لها: جاءمعك شهودك؟
فسكتت فقال لها كاتبه : إن القاضي يقول لك جاء شهودك معك؟
فقالت نعم, هلا قلت مثل ما قال كاتبك؟
كبر سنك وقل عقلك وعظمت لحيتك حتى غطت على لبك ما رأيت ميتاً يقضي بين الأحياء غيرك .
     

خادم المعتضد والقاضي أبي يوسف

حكي شهاب الدين الأبشيهي في المستطرف: تقدم خادم من وجوه خدم المعتضد بالله إلى أبي يوسف إبن يعقوب في حكم فأرتفع الخادم على خصمه في المجلس , فزجره الحاجب عن ذلك فلم يقبل , فقال أبو يوسف قم أتؤمر أن تقف بمساواة خصمك في المجلس فتمتنع , ياغلام ائتني بعمرو بن أبي عمرو النحاس فإنه إن قدم على الساعة أمرته ببيع هذا العبد وحمل ثمنه إلى أمير المؤمنين , ثم إن الحاجب أخذ بيده ثم أوقفه بمساواة خصمه فلما انقضى الحكم رجع الخادم إلى المعتضد وبكى بين يديه وأخبره بالقصة..
فقال: لو باعك لأجزت بيعه ولم أردك إلى ملكي , فليست منزلتك عندي تزن رتبة المساواة بين الخصمين في الحكم فإن ذلك عمود السلطان وقوام الأديان.

المرأة وعمر بن الخطاب رضى الله عنه

حكي في كتاب فقه السنة للسيد سابق أن  امرأة أتت إلى عمر بن الخطاب رضى الله عنه - فقالت ياأمير المؤمنين: إن زوجي يصوم النهار , ويقوم الليل وأنا أكره أن أشكوه وهو يعمل بطاعة الله عزوجل,فقال لها: نعم الزوج زوجك, فجعلت تكرر هذا القول ويكرر عليها الجواب.. فقال له كعب الأسدي: يا أمير المؤمنين هذه المرأة تشكو زوجها في مباعدته إياها عن فراشه, فقال عمر: كما فهمت كلامها فاقض بينهما.
فقال كعب: عليَّ بزوجها فأتى به, فقال له إن امرأتك هذه تشكوك, قال أفي طعام , أو شراب؟ قال لا, فقالت المرأة:
يا أيها القاضي الحكيم رشده*** ألهي خليلي عن فراشي  مسجده
زهده في مضجعي تعبـــــده*** فأقض القضاء كعب ولا تـــــرده
نهـاره وليــــله ما يرقـــــده*** فلست في أمــــر النســــاء أحمده
فقال زوجها:
زهدني في النساء وفي الحجــــــل*** أني   أمرؤ   أذهلني   ما نزل
في سورة النحل وفي السبع الطول***وفي   كتاب  الله  تخويف جلل
فقال كعب:
إن لها عليك حقاً  يا رجــــــل*** نصيبها في أربــــــع لمن عقــــل
فــــاعـطهــــا ذاك***ودع عنـــــك العلـــــــــــل
ثم قال: إن الله عزوجل قد أحل ذلك من النساء مثنى وثلاث, ورباع, فلك ثلاثة أيام ولياليهن, تعبد فيهن ربك.
فقال عمر: والله ما ادري من أي أمريك أعجب؟ أمن فهمك أمرها أمن حكمك بينهما؟ إذهب فقد وليتك قضاء البصرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق