الثلاثاء، 1 نوفمبر 2011

أروع المواقف وأجمل الطرائف (1)

أجمل الطرائف وأروع المواقف (1)

جواب مستحسن

حكى الأبشيهي في كتاب المستطرف, تظلم أهل الكوفة من واليهم فشكوه إلى المأمون, فقال: ما علمت في عمالي أعدل ولا أقوم بأمر الرعية وأعود بالرفق عليهم منه.
فقال رجل منهم: يا أمير المؤمنين ما أحد أولى بالعدل والإنصاف منك, فإن كان بهذه الصفة فعلى أمير المؤمنين أن يوليه بلداً بلدا حتى يلحق كل بلد من عدله ما لحقنا ويأخذ بقسطه منه كما أخذنا وإذا فعل ذلك لم يصبنا منه أكثر من ثلاث سنين.
فضحك المأمون من قوله وعزله عنهم.

بلاغة إعرابي متسول

جاء في كتاب جواهر الأدب للمرحوم السيد أحمد الهاشمي:
وقف أعرابي على باب منزل يسأل, فعبث به فتى وقال: ممن أنت؟
فقال الأعرابي: من بني عامر بن صعصعة.
قال الفتى: من أيهم؟
فقال الأعرابي: إن كنت أردت عاطفة القرابة فليكفك هذا المقدار من المعرفة فليس مقامي بمقام مجادلة ولا مفاخرة وأنا أقول فإن لم أكن من هاماتهم فلست من أعجازهم.
فقال الفتى: ما رويت عن فضيلتك إلا النقص في حسبك؟
فأمتعص الأعرابي لذلك, فجعل الفتى يعتذر ويخلط الهزل والدعابة باعتذاره وأطال الكلام .
فقال الأعرابي: يا هذا إنك منذ اليوم أدبتني بمزحك وقطعتني عن مسألتني بكلامك واعتذارك, وإنك لتكشف من جهلك بكلامك ما كان السكوت يستره من أمرك, ويحك,إن الجاهل إن مزح أسخط, وإن اعتذر أفرط, وإن حدث أسقط, وإن قدر تسلط, وإن عزم على أمر تورط, وإن جلس مجلس الوقار تبسط, وأعوذ منك ومن حال اضطرتني إلى احتمال مثلك.
  
الأحنف بين يدي عمر بن الخطاب رضى الله عنه

قدم الأحنف بن قيس التميمي على عمر بن الخطاب في أهل البصرة وأهل الكوفة فتكلموا عنده في أنفسهم وما ينوب كل واحد منهم وتكلم الأحنف فقال: يا أمير المؤمنين, إن مفاتيح الخير بيد الله وقد أتتك, وفود أهل العراق وأخواننا من أهل الكوفة والشام ومصر ونزلوا منازل الأمم الخالية, والملوك الجبابرة ومنازل كسرى وقيصر وبني الأصفر فهم في المياه العذبة والجنان المختلفة في مثل حولاء السّلى, وحدقة البعير, تأتيهم ثمارهم غضة لم تخصر, وإنا أنزلنا أرضا طرف في فلاة, وطرف في ملح أجاج, جانب منها منابت القصب,وجانب سبخة نشاشة لا يجف ثراها, ولا ينبت مرعاها, يخرج الرجل الضعيف منا يستعذب الماء من فرسخين, وتخرج المرأة يمثل ذلك تُرَنَّق لولدها ترنيق العنز, تخاف عليه العدو والسبع فإلا ترفع خسيستنا وتنعش ركيستنا وتجبر فاقتنا, وتزد في عيالنا عيالا, وفي رجالنا رجالاً, وتصغر درهمنا, وتكبر قفيرنا, وتأمر لنا بحفر نهر نستعذب به الماء وإلا هلكنا.
فقال عمر: هذا والله السيد هذا والله السيد.
ثم كتب إلى أبي موسى الأشعري أن يحتفر لهم نهراً.

حروف المعجم في البدن

حكى أن عبد الملك بن مروان جلس يوماً وعنده جماعته من خواصه وأهل مسامرته, فقال: أيكم يأتيني بحروف المعجم في بدنه وله ما يتمناه؟ فقام إليه سويد بن غفلة فقال أنا يا أمير المؤمنين:
(أنف- بطن- ترقوة - ثغر- جمجمة- حلق- خد - دماغ- ذراع - رقبة - زند- ساق - شفة - صدر - ضلع - طحال - ظهر- عين- غبب - فم - قفا - كف - لسان - مرفق - ناب- هامة- وجه- يد)

نباهة إعرابي

قال الأصمعي كنت أقرأ(والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما بما كسبا نكالاً من الله والله غفور رحيم) وبجانبي أعرابي فقال: كلام من هذا ؟
فقلت: كلام الله.
فقال: أعد, فأعدت القراءة.
فقال: ليس هذا كلام الله, فنظرت في المصحف وقرأت(والله عزيز حكيم) [المائدة-38]
فقال الأعرابي: أصبت هذا كلام الله.
فقلت له يا أعرابي أتقرأ القرآن؟
فقال : لا.
فقلت له : من أين علمت نهاية الآية(والله عزيز حكيم)؟
فقال: يا هذا عز فحكم فقطع ولوغفرما قطع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق