عبر ومواعظ خالدة
من أقوال ومواعظ الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضى الله عنه
-عن الأحنف قال:قال لي عمر بن الخطاب رضى الله عنه:يا أحنف من كثر ضحكه قلت هيبته ومن مزح
أستخف به,ومن أكثر من شئ عرف به,ومن كثر كلامه كثر سقطه,ومن كثر سقطه قل حياؤه,ومن قل حياؤه قل ورعه,ومن قل ورعه مات قلبه
من أقوال ومواعظ الخليفة الراشد علي بن أبي طالب كرم الله وجهه
عن مهاجر بن عمير قال:قال علي بن أبي طالب:إن أخوف ما أخاف اتباع الهوى وطول الأمل,فأما اتباع الهوى فيصد عن الحق وأما طول الأمل فينسي الآخرة ألا إن الدنيا قد ترحلت مدبرة ألا وإن الآخرة قد ترحلت مقبلة ولكل واحدة منهما بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا فإن اليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل.
أشياء ضائعة
قال ابن القيم رحمه الله تعالى:عشرة أشياء ضائعة لا ينتفع بها كثير من الناس:
1-علم لا يعمل به.
2-عمل لا إخلاص فيه ولا اقتداء.
3-مال لا ينفق في الدنيا ولا في الأخرة.
4-قلب خال من محبة الله والشوق إليه والأنس به.
5-بدن لا يستعمل في خدمة سيده ومولاه ولا في طاعته.
6-فكر يجول فيما لا ينفع.
7-خدمة من لا تقربك خدمته من الله ولا تعود عليك بصلاح دنياك.
8-إضاعة الوقت في إغتنام فائدة من بر أو تقوى أو طاعة.
9- 10-خوفك ورجاؤك للذي بيد الله ناصيته.
أفضل ما قيل في العلم والعلماء
قال تعالى(يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) سورة المجادلة الأية 11.
قال علي بن ابى طالب: اقل الناس قيمة أقلهم علماً, وقال أيضاً العلم نهر والحكمة بحر والعلماء حول النهر يطوفون والحكماء وسط البحر يغوصون والعارفون سنة النجاة يسيرون.
وقال مالك بن أنس رضى الله عنه: ليس العلم بكثرةالرواية وإنما هو نور يضعه الله في القلب.
وقال محمد بن مسلم بن شهاب الزهري: ما عُبد الله بشئ أفضل من العلم.
وقال الفضيل: شر العلماء من يجالس الأمراء وخير الأمراء من يجالس العلماء.
وقال لقمان: جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك فإن الله يحيي القلوب بنور الحكمة كما يحيي الأرض بماء السماء.
وقيل: من عرف بالحكمة لا حظته العيون بالوقار.
وقال بعضهم:العلماء سرج الأزمنة كل عالم سراج زمانه يستضيء به أهل عصره.
وقال بعضهم: ليس العلم ما خزنته الدفاتر وإنما العلم ما خزنته الصدور.
وقيل: من برق علمه برق وجهه ومن لم يستفد بالعلم مالاً أكتسب به مالاً, العلم نور وهدى والجهل غي وردى.
وقيل:أربعة تسود العبد,العلم والأدب والصدق والأمانة.
وقال الشافعي رضى الله عنه:
أخي لن تنال العــــلم إلا بستةٍ *** سأنبيــك عن تفصيلها ببيان
ذكاءٌ وحرصٌ واجتهادٌ وبلغةٌ *** وصحبة استاذ وطول زمان
وعن الزنى قال: سمعت الشافعي يقول: من تعلم القرآن عظمت قيمته, ومن نظر في الفقه نبل مقداره ومن تعلم اللغة رقَّ طبعه, ومن تعلم الحساب جزل رأيه ومن كتب الحديث قويت حجته, ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه.
وقيل لإبراهيم بن عيينة: أي الناس أطول ندامة؟
قال: أما في الدنيا فصانع المعروف إلى من لا يشكره وأما في الآخرة فعالم مفرط.
وصف البلاغة لفحول البلاغة
- قال الجوهري: أحسن الكلام نظاما ما ثقبته يد الفكرة ونظمته الفطنه ووصل جوهر معانيه في سُمُوط ألفاظه فاحتملته نُحُورُ الرواة.
-وقال العطار:أطيب الكلا ما عُجِنَ عنبرُ ألفاظه بمسك معانيه ففاح نسيم نشقه وسطعت رائحة عبقه فتعلقت به الرواة, وتعطرت به السراة.
-وقال الصائغ:خير الكلام ما أحميته بكير الفكر وسبكته بمشاعل النظر وخلصته من خبَث الإطناب فبرَزَ بُرُوز الإبريز, في معنى وجيز.
-وقال الصيرفي: خير الكلام ما نقدته عين البصيرة وجلتهُ يد الروية وَوَزنته بمعيار الفصاحة فلا نظر يزيفه ولا سماع يبرجه.
-وقال الحداد:أحسن الكلام ما نصبت عليه منفخة القريحة, وأشعلت عليه نار البصيرة ثم أخرجته من فحم الإفخام ورققته بغطس الأفهام.
-وقال النجار:خير الكلام ما أحكمت بحر معناه بقَدُّوم التقدير ونَشرته بمنشار التدبير,فصار باباً لبيت البيان وعارضة لسقف اللسان.
-وقال الحائك:أحسن الكلام ما اتصلت لُحمة ألفاظه بسَدَى معانيه مفوفاً منيراً, موشى محبرا.
-وقال الجَّمال: البليغ من أخذ بخطام كلامه, فأناخه في مبرك المعنى ثم جعل الاختصار له عِقالا,والإجادة له مجالا, فلم يند عن الآذان ولم يشد عن الأذهان.
أبلغ ما قيل في البيان والبلاغة
قال تعالى(الرحمن,علم القرآن,خلق الإنسان,علم البيان)الرحمن(1- 4)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إن من البيان لسحرا)
وقال ابن المعتز:البيان ترجمان القلوب وصيقل العقول.
وقال الجاحظ:البيان أسم جامع لكل ماكشف لك عن المعنى.
وقال الهندي:البلاغة تصحيح الأقسام وأختيار الكلام.
وقال اليوناني:البلاغة وضوح الدلالة وأنتهاز الفرصة وحسن الإشارة.
وقال أبو عبدالله وزير المهدي:البلاغة مافهمت العامة ورضيت به الخاصة.
وقال أحد البلغاء: البلاغة ميدان لا يقطع إلا بسوابق الأذهان ولا يسلك إلا ببصائر البيان.
شخصيات خلدها التاريخ
طارق بن زياد
هو طارقُ بن زياد، فاتحُ الأنْدَلُسِ. ولد سنةَ 50هـ، أصلُه من البربر، أَسلم على يد موسى بن نُصَيْرٍ ، فكان من أشدِّ رجاله، ولما تم لِموسى فتح طَنْجَةَ ولّى عليها طارقاً سنة 89هـ، فأقام فيها إلى أوائل سنة 92هـ، فجهّز موسى جيشاً قدره سبعة آلاف جنديّ معظمهم من البربر لغَزْو الأندلس وفتحِها، وولّى طارقا قيادتهم، فنزل بهم البحر واستولى على الجبل (جبل طارق) وفتح حصن "قَرْطَاجَنَةَ" ولما علم طارق بقدوم جيشٍ للأعداء كبيرٍ يقوده الملك "لُذَرِيقُ " طلب من موسى تعزيزا فأرسل له خمسةَ آلاف جندي، فأعدَّ طارق جيشه وألقى خطبته المشهورة وحارب الملك "لذريقَ " فقتله، ثم تَغَلْغَلَ في أرض الأندلس وافتتح "إشْبِيلِيَةَ" و"إستجَـةَ" وأرسـل من استولى على "قُرْطُبَةَ" و"مَالَقَـةَ"، ثم فتـح "طُلَيْطَلَةَ" عاصِمةَ الأندلس. تُوُفِّي طارقٌ بن زيادٍ سنة 102هـ
من أشهر خطبه::
قام طارق بن زياد خطيباً في أصحابه، فحَمِدَ اللّه وأثنى عليه بما هو أهله ثم حثّ المسلمين على الجهاد ورَغَّبهم ثم قال: أيها الناس، أين المَفَرُّ؟ البحرُ من ورائكم، والعدوُّ أمامَكم وليس لكم واللَّهِ إلا الصدقُ والصَبْرُ. واعلموا أنكم في هذه الجزيرة أَضْيَعُ من الأيتام في مَأْدُبَةِ اللِّئام، وقد اسْتَقْبَلَكم عدوّكم بِجَيْشِهِ وأَسْلِحَتِهِ، وأَقْواتُه موفورةٌ ، وأنتم لا وَزَرَ لكم إلا سيوفُكم ولا أقواتَ إلا ما تَسْتَخْلِصُونَه من أيدِي عدوِّكم، وإِن امْتَدِّتْ بكم الأيامُ على افتقارِكم ولم تُنْجِزوا لكم أمراً ذهبتْ رِيحُكم، وتَعَوّضَتِ القلوبُ من رُعْبِها منكم الجَرَاءَةَ عليكم، فادفعوا عن أنفسكم خُذْلانَ هذه العاقبة من أمركم بِمُنَاجَزَةِ هذا الطاغية.
المراجع:
1- جمهرة خُطب العرب : 1/314
2-نفح الطيب للمَقَّري: 1/240
4- جواهر الأدب : تأليف المرحوم السيد أحمد الهاشمي.
5-صِفَةُ الصَّفَوة للإمام ابن الجوزي المتوفي سنة 597هـ -المجلد الأول- الطبعة الثانية- موسسة الكتب الثقافية - بيروت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق