الخميس، 3 نوفمبر 2011

مجموعة قصائد زهدية للشاعر أبو العتاهية

قصيدة
أينَ القرونُ بنو القرونِ

-----------------------------------
أينَ القرونُ بنو القرونِ
وذوو المدائنِ والحصونِ
وذوو التجبرِ في المجا
لِسِ، وَالتّكَبّرِ في العُيونِ
كانُوا الُلُوكَ، فأيّهُمْ
لم يُفنهِ ريبُ المنونِ
أوْ أيّهُم لم يُلْفَ، في
دارِ البلَى عِلْقَ الرهونِ
وَلَوْ عَلَوا في عِيشة ٍ،
ليسَتْ لأنفسِهِمْ بِدُونِ
صاروا حَديثاً بَعدَهمْ،
إنَّ الحديثَ لذُو شجونِ
وَالدّهْرُ دائِبَة ٌ عَجَا
ئبُ صَرْفهِ، جَمُّ الفنونِ
_______________________________________
قصيدة
كَمْ مِنْ أخٍ لكَ نالَ سُلْطانَا


-----------------------------------
كَمْ مِنْ أخٍ لكَ نالَ سُلْطانَا،
فكأنّهُ لَيسَ الذي كَانَا
ما أسكرَ الدنيَا لصاحبِهَا
وأضرَّهَا للعقْلِ أحيانَا
دارٌ لهَا شُبَهٌ مُلَبَّسَة ٌ،
تدَعُ الصحيحَ العقلِ سكرانَا
_______________________________________________________

 قصيدة
أينَ منْ كانَ قبلنَا أين أينَا


-----------------------------------
أينَ منْ كانَ قبلنَا أين أينَا
مِنْ أناسٍ كانُوا جمالاً ورزينَا
إنّ دَهْراً أتَى عَليْهِمْ، فَأفْنى
منهُمُ الجمعَ سوفَ يأتي علينَا
خدعتنَا الآمالُ حتى طلبنَا
وجمعنَا لغيرِنَا وسعينَا
وَابْتَنَيْنَا، وما نُفَكّرُ في الدّهْـ
ـرِ وَفي صَرْفِهِ، غَداة َ ابْتَنَيْنَا
وَابْتَغَيْنَا مِنَ المَعَاشِ فُضُولاً،
لو قنعنَا بدونهَا لاكتفينَا
ولعمري لنمضينَّ ولا نمضِي
بشيءٍ منهَا إذا ما مَضينَا
وَافْتَرَقْنَا في المَقْدُراتِ، وَسَوّى
اللهُ في الموتِ بيننَا واستوينَا
كَمْ رأيْنَا مِنْ مَيّتٍ كَانَ حَيّاً،
ووشيكاً يُرَى بنا ما رأينَا
ما لنَا نأمُلُ المنايَا كأنَّا
لا نَراهُنّ يَهْتَدينَ إلَيْنَا
عَجَباً لامرِىء ٍ تَيَقّنَ أنّ الـ
الموتَ حقَّاً فقرَّ بالعيشِ عينَا
_________________________________________________________________

إن الزمانَ ولوْ يلينُ

-----------------------------------
إن الزمانَ ولوْ يلينُ
ـنُ لأهْلِهِ، لمُخاشِنُ
________________________________________________________________
قصيدة
أيَا وَاهاً لذِكْرِ الله

-----------------------------------
أيَا وَاهاً لذِكْرِ الله،
يا وَاهاً لَهُ، وَاهَا!
لَقَدْ طَيّبَ ذِكْرُ اللّـ
بالتسبيحِ أفواهَا
فَيا أنْتَنَ مِنْ زِبْلٍ،
على زِبْلٍ، إذا تَاهَا
أرَى قَوْماً يَتِيهُونَ،
بِهَاماً رُزِقُوا جَاهَا
_______________________________________________________
أبيات
إنّما الشّيبُ، لابنِ آدَمَ، ناعٍ


-----------------------------------
إنّما الشّيبُ، لابنِ آدَمَ، ناعٍ
قامَ في عارِضَيْهِ ثمّ نَعَاهُ

قصيدة
إذا ما سألْتَ المَرْءَ هُنْتَ عَلَيْهِ


-----------------------------------
إذا ما سألْتَ المَرْءَ هُنْتَ عَلَيْهِ،
يراكَ حقيراً منْ رغبتَ إليهِ
فلا تَسألَنّ المَرْءَ إلاّ ضَرُورَة ً،
ووفرْ عليهِ كُلَّ ذاتِ يديهِ
ومنْ جاءَ يبغي ما لديكَ فأرضِهِ
بجَهدِكَ، وَاترُكْ ما يكونُ لديهِ
_________________________________________________________________
قصيدة
المَرْءُ مَنظُورٌ إلَيهِ

-----------------------------------
لمَرْءُ مَنظُورٌ إلَيهِ،
مادامَ يُرجى ما لديهِ
مَنْ كُنتَ تَبغي أنْ تَكو
نَ، الدّهرَ، ذا فضْلٍ علَيْهِ
فابذُلْ لهُ ما في يديكَ
ـكَ وَغُضّ عَمّا في يَدَيْهِ
__________________________________________________
قصيدة
المَرْءُ يَخْدَعُهُ مُنَاهْ

-----------------------------------
المَرْءُ يَخْدَعُهُ مُنَاهْ،
وَالدّهرُ يُسرَعُ في بَلاهْ
يا ذا الهوى مَهْ لا تكنْ
مِمّنْ تَعَبّدَهُ هَوَاهْ!
واعلمْ بأنَّ المرءَ مُرْ
تَهَنٌ بما كَسَبَتْ يَداهْ
كَمْ مِنْ أخٍ لكَ لا تَرَى
مُتَصَرِّفاً، فِيمَا تَرَاهْ
أمسَى قريبَ الدارِ في
الأجداثِ قدْ شحطتْ نواهْ
قَدْ كانَ مُغْتَرّاً بِيَوْ
مِ وَفاتِهِ، حتى أتَاهْ
النّاسُ في غَفَلاتِهِمْ،
والموتُ دائرة ٌ رحاهْ
فالحَمْدُ لله الذي
ويهلك ما سواهْ
______________________________________________________
قصيدة
قُلْ للّذينَ تَشَبّهُوا بذَوي التّقَى :

-----------------------------------
قُلْ للّذينَ تَشَبّهُوا بذَوي التّقَى :
لا يلعبنَّ بنفسِهِ متشبهُ
هيهاتَ لا يخفى التقَى من ذِي التُّقَى
هيهاتُ لا يخفَى امرؤٌ مُتآلِهُ
إنّ القُلوبَ إذا طَوَتْ أسرارَهَا،
أبْدَتْ لكَ الأسرارَ مِنها الأوْجُهُ
________________________________________________________

قصيدة
تصبَّرْ عنِ الدنيَا ودعْ كُلَّ تائهِ

-----------------------------------
تصبَّرْ عنِ الدنيَا ودعْ كُلَّ تائهِ
مُطيعِ هَوًى ، يَهوي بهِ في المَهَامِهِ
دعِ الناسَ والدنيَا فبينَ مُكالبٍ
عَلَيها بأنْيابٍ، وَبَينَ مُشَافِهِ
ومَنْ لم يُحاسبْ نفسَهُ في أمورِهِ
يَقَعْ في عظيمٍ مُشكلٍ مُتشابِهِ
وما فازَ أهلُ الفضْلِ إلا بصبرهمْ
عَنِ الشّهواتِ، وَاحتمالِ المكارِهِ
________________________________________________________

قصيدة
إنّما الذّنْبُ على مَنْ جَنَاهُ

-----------------------------------
إنّما الذّنْبُ على مَنْ جَنَاهُ،
لمْ يضرْ قبلُ جهولاً سواهُ
فَسَدَ النّاسُ جَميعاً، فأمْسَى
خَيرُهُمْ مَنْ كَفّ عَنّا أذاهُ


قصيدة
ألا يا بَني آدَمَ اسْتَنْبِهُوا
-----------------------------------
ألا يا بَني آدَمَ اسْتَنْبِهُوا،
أما قدْ نُهيتُمْ فلا تنتهُوا
أيَا عجباً مِنْ ذَوِي الاعتِبا
رِ مَا منهُمُ اليومَ مُستنبِهُ
طغَى الناسُ حتى رأيتُ اللبيبَ
فِي غَيِّ طُغيانِهِ يعْمِهُ
________________________________________________________

قصيدة
وَإنّي لمُشْتاقٌ إلى ظِلّ صاحِبٍ
-----------------------------------
وَإنّي لمُشْتاقٌ إلى ظِلّ صاحِبٍ،
يَرُوقُ وَيَصْفُو، إنْ كدِرْتُ علَيْهِ
عَذيري مِنَ الإنْسانِ لا إنْ جَفَوْتُهُ
صفَا لي ولا إنْ كُنتُ طوعَ يديهِ
__________________________________________________________

قصيدة
أرَى الدّنْيَا لمَنْ هيَ في يَدَيْهِ
-----------------------------------
أرَى الدّنْيَا لمَنْ هيَ في يَدَيْهِ
عَذاباً، كُلّما كَثُرَتْ لَدَيْهِ
تُهينُ المُكرِمينَ لهَا بصُغْرٍ
وَتُكرِمُ كلّ مَن هانَتْ علَيهِ
إذا استَغنَيتَ عَن شيءٍ، فدَعهُ
وخذ ما أنتَ محتاج إليهِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق